بيان الثلاثين من يونيو

مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية

بيان الثلاثين من يونيو

مسيرة تصحيح المسار

أنا الشعب … أنا السيد الآمر المطاع

  • إلى الجنرالات: إرفعوا ركبتكم عن عنق ثورتنا.. دعوها تتنفس
  • إلى حمدوك: انهض واملك زمام أمرك فمعك الشعب ومن معه الشعب فمن يقف ضده!
  • إلى القوى السياسية قاطبة: متى ستنكرون ذواتكم الفانية لأجل ذات هذا الوطن الباقية؟!

في تزامن مع الثورة العالمية التي انتفضت فيها شعوب العالم الأول كافة لمناهضة العنصرية المؤسسية التي رمزت لها ركبة العسكري الأبيض وهي تدوس على عنق الرجل الأسود، وعبارة “لا أستطيع أن أتنفس” التي استنهضت العالم؛

وفي تزامن مع هذه الثورة التي تجتاح أمريكا وأوروبا ودول أخرى عديدة، وتغير الأوضاع بشكل عميق، لتدك صروح الظلم وكتم الأنفاس؛ 

يهل علينا الثلاثون من يونيو الذي يؤرخ الذكرى الأولى للهزيمة النكراء التي ألحقها شعبنا الباسل باللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ البائد؛

 يهل علينا الثلاثون من يونيو الذي خرج فيه شعبنا جميعه- نساء ورجالا، شبابا وشيوخا وأطفالا-في المدن والقرى والفرقان ومن كل فج عميق. خرج في الشرق والغرب، وفي الشمال والوسط والجنوب، وملأ الشوارع كالطوفان وسد الأفق كالمارد، وانتصبت قامته العملاقة أمام القتلة الأقزام قاطعا الطريق أمام انقلابهم فرده خاسئا خاسرا وهو حسير.. ذلك الانقلاب الذي أرادوا تشييده على دماء شهدائنا وجرحانا واغتصاب كنداكاتنا، فاندلقت جميعها في مجزرة القيادة أمام بوابات الجيش المؤصدة وصمت بنادقه الخرساء! 

خرج شعبنا يتحدى زخات رصاص الغدر والخيانة و”يتكرف” رائحة الموت ليعلنها داوية “لا لحكم العسكر”، “لا لحكم الكيزان”.. فما كان أمام الانقلابين سوى الاندحار، فانسحبوا وهم يرخون أذيالهم بين أرجلهم.

في هذا اليوم المجيد، الذي يؤرخ انتصار الثورة الحقيقي، ندعو جماهير شعبنا للخروج في جميع أنحاء البلاد، في المدن والقرى، وفي الأحياء والفرقان، عند الواحدة والنصف بتوقيت الثورة، في مسيرات هادرة لدعم حكومتنا المدنية، مطالبين بالآتي:

  • سيطرة الشعب الكاملة على مقاليد السلطة: وبسط سلطته على إصلاح الأجهزة الأمنية. تلك الأجهزة التي تعشعش فيها الإنقاذ وما برحت تتآمر على الحكومة وتضع الكوابح والعقبات في طريقها وتتواطأ مع الكيزان والزواحف للقضاء على ثورتنا التي بذلنا فيها الدم والعرض. 
  • السيطرة الكاملة على الشركات الأمنية والعسكرية التي تحتكر اقتصاد البلاد ومصادر عملاته الأجنبية. فهذه الشركات أموال عامة مملوكة للشعب السوداني، وليست ملكا خاصا للجنرالات الذين يديرونها وكأنهم ورثوها عن آبائهم. فلا نقبل أن يتصدق علينا العسكر من أموالنا وإنما نريد استردادها كاملة.  
  • إصلاح الأجهزة العدلية الفاسدة التي تعج بالكيزان والأمنجية والأرزقية. إن الشعب ليس لديه ذرة من ثقة في قضاة الإنقاذ لأنه يعلم أنهم “غير مؤهلين فنيا وضعاف أخلاقيا”. هذا القضاء الفاسد- الذي تهتم رئيسته باستجلاب العربات ولا تهتم باستجلاب العدالة- غير مؤهل لإرساء دعائم العدل بالبلاد، وهو من ثم، غير موثوق به لمحاكمة رموز النظام السابق، أو القصاص العادل من مرتكبي مجزرة فض الاعتصام، أو إنصاف الناس من المظالم المتراكمة، أو رد الحقوق المُضَاعة. لقد آن الأوان لتنظيف السلطة القضائية واستعادة هيبتها وثقة الشعب بها. 
  • استكمال هياكل السلطة الانتقالية. إنه من العار أن تظل الإنقاذ تحكم الأقاليم بعد عام من الثورة. فيا سياسيينا، اتركوا التسكع والمماحكة والمحاصصة والأنانية وأسرعوا لتعيين حكام الأقاليم وتكوين الجهاز التشريعي. إن الحكومة لن تستطيع معالجة الأوضاع الاقتصادية وكبح الغلاء الطاحن بسلطات منقوصة وأجهزة غير مكتملة. 

ونحن إذ ننادي بالخروج نتفهم الظروف الصحية الراهنة التي تعيشها البلاد والعالم أجمع؛ ونناشد الكنداكات والشباب وجماهير شعبنا كافة التزام المحاذير والإرشادات التي أعلنتها وزارة الصحة، وذلك بتنظيم الصفوف بالصرامة المطلوبة، والتزام التباعد بين كل متظاهر والآخر وبين كل صف وآخر، وإنشاء مجموعات للرش والتعقيم. ولبس الكمامات وعدم مخالطة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بعد انتهاء المظاهرات. 

نطالب حكومتنا المدنية بألا تنزعج من المظاهرة، فهي تهدف لدعمها أولاً وأخيراً، ولتجديد ولاء الثوار لها. وعلى الحكومة إصدار أوامر علنية لجهاز الشرطة بحماية المتظاهرين السلميين وعدم التعرض لهم. كما نناشد أجهزة الإعلام المختلفة والتلفزيون القومي خاصة، والتلفزيونات الإقليمية، الترويج للمظاهرة وتغطيتها في يوم الثلاثين من يونيو الجاري العظيم. 

ندعو جموع الفنانين والتشكيليين والأدباء لابتداع الشعارات وترجمتها لأعمال فنية تؤكد على سلمية الثورة وشعاراتها الخالدة في الحرية والسلام والعدالة.

على جميع لجان المقاومة والقوى الثورية وشركاء النضال إحكام التنسيق فيما بينهم ورسم مسارات وشعارات واضحة لا خروج عليها، وسلمية صارمة لا زيغ فيها. والتصرف بمسؤولية وتوخي أعلى درجات الحذر لضبط ووقف أي حالات للتفلت أو اختراق كيزاني. وهزيمة فلول النظام البائد الهادفة لإرباك المشهد، وإفشال اليوم، ليتسنى لهم جر البلاد إلى الوراء وسجنها مرة أخرى في عهودهم الظلامية البغيضة، ولكن هيهات، فقد طوى شعبنا الأبي صفحتهم الملطخة إلى الأبد.

 

مركز الخاتم عدلان

15 يونيو 2020

 

الذكرى الأولى لفض اعتصام القيادة العامة

يصادف اليوم التاسع والعشرين من رمضان مرور الذكرى السنوية الأولى للمجزرة البشعة التي ارتُكِبَت ضد المعتصمين والمعتصمات أمام بوابات القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة السودانية. تلك المجزرة التي هزّت ضمير الإنسانية والتي راح ضحيتها ١٢٨ من الشباب المسالمين الذين قتلوا بدمٍ بارد في غضون ساعتين؛ وألقيت جثث بعضهم في قاع النيل بعد ربط أجسادهم الطاهرة بكتل خرسانية، إضافة إلى إصابة الآلاف بجروح خطيرة، بجانب تسجيل ٤٠ شخصاً في قوائم المفقودين، فضلاً عن شهادات موثقة للعشرات من حالات الاغتصاب.

 

إن مجزرة القيادة العامة تُُعََدُُّّ واحدة من أكبر المجازر الجماعية في تاريخ السودان الحديث. والدلالة الزمنية لحدوثها تذكرنا بمجزرتي ضباط ٢٨ رمضان ومجزرة العيلفون في امتداد واضح لنهج النظام البائد بالقتل في خواتيم شهر رمضان وعلى “قبايل” العيد بغرض توجيه صدمة نفسية هائلة للشعب مصحوبة بالرعب الشديد shock and awe وذلك بغرض إرهابه وكسره نهائيا ليتسنى لهم سوقه سوق العبيد. لقد شاهد العالم بالصورة والصوت اقتحام مئات الأفراد من القوات الأمنية والمليشيات بمختلف مسمياتها وأزيائها على متون سيارات الدفع الرباعي محملين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة مستخدمين القوة المفرطة لقتل وتعويق وترويع المعتصمين والمعتصمات. كان جليا أنهم جاءوا مدفوعين بالرغبة في الانتقام والتشفي وبالحقد الأعمى، ولم يجيئوا فقط لتنفيذ أوامر بتفريق الاعتصام. 

 

الآن مََضى عام على المجزرة البشعة، وجرحها ما زال نازفا، وظلمها ما انفك قائما. أرواحُ شهدائها تنتظرُ القصاص، ومرتكبوها ما يزالوا بعيدين عن يد العدالة. إن المسؤولية تقع كاملة على المجلس العسكري الانتقالي الذي اتخذ القرار، بحسب اعتراف الناطق الرسمي باسمه أمام الملأ وميكرفونات القنوات الفضائية. فقد قال بلسان مبين أن جميع أعضاء المجلس العسكري التقوا بقادة الأمن في البلاد في الثاني من يونيو ٢٠١٩ عشية فض الاعتصام، وتلقوا مشورة لم يكشفوا عن فحواها من النائب العام ورئيس القضاء الأسبق، وأمروا بتفريق المحتجين بالقوة. فهم يتحملون المسؤولية كاملة عن حمامات الدم التي سالت بوصفهم على سدة الحكم حينها وعليهم تحمل كل التبعات بحكم المسؤولية والتسلسل القيادي. وما تزال ذاكرتنا تحتفظ بمحاولتهم الفطيرة لخداع الشعب عن طريق لجنة التحقيق “النَّتِنَة” التي كونوها وخرجت إلينا بذلك التقرير الكذوب السائر على نهج الكيزان في إضافة الإهانة على الجروح، واحتقار ذكاء الشعب والاستخفاف بقدرته على التمييز. إن تلك اللجنة الفضيحة يستحق أعضاؤها المحاكمة واللعنات والاحتقار، وأن تعلق على رقابهم علامات تقول ” احذر إنسان عديم ضمير”.  

 

إننا في مركز الخاتم عدلان للاستنارة نُشِيد باللجنة المستقلة للتحقيق حول المجزرة التي كونها السيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك برئاسة الأستاذ نبيل أديب عبد الله المحامي. ونؤكد على ثقتنا فيها ودعمنا لها، ونطالبها في ذات الوقت بمضاعفة الجهود للفراغ من مهمتها في أقرب وقت ممكن، وألا تجعل من الجائحة سببا لتعطيل أعمالها. فالمسؤولية التي تقع على عاتقها كبيرة والشعب ينتظر كشف الحقيقة كاملة. ليعرف الضالعين في المجزرة والآمرين بها. ثم محاكمتهم على هذه الجريمة النكراء تحقيقاً لشعار الثورة الخالد: حريّة سلام وعدالة، وتأسيساً لدولة القانون وإنهاءً لحقبة طويلة من الإفلات من العقاب.

 

المجد والخلود لشهداء المجزرة وجرحاها ومفقوديها ومغتصباتها، والمجد والخلود لجميع شهداء الوطن طوال حقبة الإنقاذ المظلمة، وستظل تضحياتهم العظيمة في سبيل انعتاق الوطن نبراساً يهتدي به ثوار وثائرات ثورة ديسمبر المجيدة وبوصلة ترشدهم حتى تصل الثورة إلى غاياتها.

 

مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية

السبت 29 رمضان 1441 هـ

الموافق 23 مايو 2020

Joint Report: Assessing Progress Towards Civilian-Led Transitional Authority in Sudan Report to African Union Peace and Security Council by Sudanese Civil Society

Joint Report: Assessing Progress Towards Civilian-Led Transitional Authority in Sudan Report to African Union Peace and Security Council by Sudanese Civil Society

 

I. Background and Summary 

This report is submitted by Sudanese civil society groups in response to the communique of the 846th meeting of the African Union Peace and Security Council (PSC), in which the AU Commission Chairperson is requested to provide the PSC with periodic reports on the situation in Sudan in order to inform decision making by the PSC.

Civil Society Organizations (CSO) have an important role in the transitional arrangements. Accordingly, Sudanese CSO have submitted this report to the PSC on the occasion of the first 3- week reporting period following the 846th meeting of the PSC. This report is submitted in line with the Livingstone Formula and subsequent Maseru Conclusion which mandate civil society 2 organizations to submit reports to the PSC. This report reflects the views of the Sudanese Civil Society and their take on the progress on the transition as at 20 May 2019.

The report uses the milestones prescribed by the PSC in its 846th Communique to assess progress. These include (i) the need for incremental progress towards an agreement on (ii) an inclusive, holistic and consensual solution to the impasse in the country (iii) preservation of gains made thus far on Darfur, Blue Nile & South Kordofan (iv) important supportive actions by the Chairperson of the African Union along with those by other regional and international actors. Based on these considerations, the report makes recommendations on ways the African Union, along with the regional and international community can assist in making the transition as smooth as possible for the benefit of the Sudanese people in line with the Communique of the Chairperson of the AU Commission. 

Please find the full joint report attached

Download (PDF, 178KB)

Signatories:

Africa Center for Justice and Peace Studies (ACJPS)
Al-Khatim Adlan Center for Enlightenment, Sudan (KACE)
Darfur Bar Association
Democratic Thought Project, Sudan
Nuba Women for Education and Development Association -NuWEDA
Nubsud Human Rights Monitors Organization (NHRMO)
Regional Center for Training and Development of Civil Society (RCDCS)
Skills for Nuba Mountains
Sudanese Development Initiative (SUDIA) Sudanese Organization for Research and Development (SORD)
Sudanese Rights Group (Huqooq)
The Strategic Initiative for Women in The Horn of Africa (SIHA Network)
The Sudan Democracy First Group (SDFG)

غرفة طوارئ انتهاكات ديسمبر تقرير رقم (7)

 

في الذكرى 63 لاستقلال السودان، وفي وقت ترنو فيه جموع الشعب السوداني إلى تنسم عبق الحرية، يواصل النظام السوداني انتهاكات جسيمة تتعلق بحقوق الإنسان، يبدو ذلك جلياً من خلال التكلفة الباهظة التي يدفعها المتظاهرون والمتظاهرات من قتل واعتقال وتعذيب. وبرغم القوة الباطشة التي تمارسها الأجهزة الأمنية، والشرطية، والعدلية، تواصلت احتجاجات حراك ديسمبر، لتشمل أكثر من 30 مدينة سودانية، وسط تضامن السودانيين المقيمين في أوربا وأمريكا واستراليا.

·        تسلمت أسرة مجاهد عبدالله رنقو (20عاماً)، جثمانه من مشرحة مستشفى الجيش بالقضارف بعد 11 يوم من الاعتقال، وعلمت غرفة الطوارئ أن الجثمان عليه آثار التعذيب في الجسد، والوجه، وإصابة بطلق ناري في الفم. وكان مجاهد الذي يقطن حي الناظر مشاركاً في الاحتجاجات التي انتظمت مدينة القضارف يوم 20 ديسمبر الماضي.

·        رصدت غرفة الطوارئ اعتقالات (75 معتقل )-ما تم رصده- وانتهاكات على خلفية مظاهرات 31 ديسمبر المنصرم، حيث تم اعتقال أعضاء من لجنة الأطباء المركزية (مستشفى إبراهيم مالك)، كما تم اعتقال أعضاء من تحالف المحامين الديمقراطيين، وأعضاء من لجنة المعلمين (الضعين) ومنع بعضهم عن التدريس، ونقل آخرين إلى مدن نائية. يتم كل ذلك عقاباً على مشاركتهم في اضراب المهنيين المعلن، و الاحتجاجات السلمية.

·        تواصلت الحملة العنصرية الممنهجة التي يشنها النظام على الطلاب المنحدرة أصولهم من إقليم دارفور، حيث تمت مداهمة سكن للطلاب بمحلية (جبل أولياء) واعتقال (9) طلاب، ثم احتجازهم بمناطق غير معلومة.

·        بموجب قانون الطوارئ المفروض على سبع ولايات، تم محاكمة عدد من المحتجين سلمياً محاكمات كيدية، وتراوحت العقوبات بين السجن والغرامة.

التوصيات :

·        على الحكومة السودانية وقف استخدام الذخيرة الحية، والقوة المفرطة ضد المتظاهرين، وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين بشكل تعسفي، بما في ذلك الطلاب والنشطاء السياسيين فوراً.

·        على الحكومة السودانية احترام وتيسير الحق في التجمع والتظاهر السلميين، والاحتجاج بما يتماشى مع الالتزامات الدولية للسودان في مجال حقوق الإنسان.

·        على الحكومة السودانية إجراء تحقيق مستقل، نزيه وشفاف،  ومحاسبة المسؤولين كافة على الانتهاكات التي اقترفت في حق المتظاهرين السلميين.

·        نحث الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالسودان، أن تكسر صمتها وتضغط على الحكومة السودانية من أجل اتخاذ تدابير بشأن حماية وضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في السودان.

إعلام غرفة الطوارئ

Email: monitoring.room.sudan@gmail.com

مرفق قائمة بالمعتقليين

Download (PDF, 444KB)

غرفة طواريء انتهاكات ديسمبر تقرير رقم (6)

غرفة طواريء انتهاكات ديسمبر تقرير رقم (6)

 

AFP/ Getty Images

دفع تجمّع المهنيين السودانيين بدعوة ثانية، للمشاركة في موكب جماهيري اليوم الإثنين 31 ديسمبر، بأن يتحرك من وسط الخرطوم (صينية القندول) صوب القصر الجمهوري، لتسليم مذكرة تطالب البشير ونظامه بالتنحي عن السلطة. إثر تلك الدعوة سارع الأفراد والكيانات والتنظيمات المختلفة في حشد كوادرها تلبية لها. حيث خرج آلاف المتظاهرات والمتظاهرين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بولايات الخرطوم، سنار، ود مدني وبورتسودان. وكدأبها في المرات السابقات قامت الأجهزة الأمنية والشرطية باعتقال العشرات وبإطلاق الرصاص المطاطي والذخيرة الحية مما أدى إلى أصابة عدد من المتظاهرين العزّل بإصابات متفاوتة، ولم يسلم من الاعتداء حتى مراسلي القنوات  المحلية والعالمية حيث اعتدت قوات الأمن على مراسلة قناة (السي ان ان) وعلى طاقمها ومصادرة بعض معداتها.

رصدت غرفة الطوارئ في مظاهرات اليوم تطوراً نوعياً في إستخدام القوة المفرطة ..وذالك باستخدام الرصاص الحي بغرض القتل (الرأس والجانب الأعلى من الجسد) من قبل الأجهزة الأمنية والشرطية، بجانب انتشار قوات مسلحة تسليحاً حربياً يتنافى مع آليات التعامل مع التظاهرات السلمية، مما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين في أجزاء متفرقة من الجسم وإغماءات حادة واختناق وإصابات بالرأس، وأُطلق الرصاص المطاطي داخل مستشفى الأورام، مستشفى الفيصل ومجلس التخصصات الطبية.

نفذّ قطاع من المحامين  إضراباً عن العمل فى كافة المحاكم والدور العدلية والمؤسسات الحكومية اليوم الإثنين واعتبروا المحاكم نقطة تلاق نحو الموقع المحدد للموكب السلمي الثاني لتجمع المهنيين السودانيين، وقامت الأجهزة الأمنية باعتقال عدد منهم/ن من أمام مجمع المحاكم الخرطوم شمال بعد وقفتهم الاحتجاجية.

انتظمت يوم أمس الأحد 30 ديسمبر مظاهرات حاشدة بولاية شمال كردفان، استخدمت فيها القوات الأمنية والشرطية عنفاً مفرطاً ضد المتظاهرين لدرجة أن وصل الأمر بتلك الأجهزة للدخول إلى حرم مستشفى الأبيض وسكن الأطباء وقد تمّ ضربهم ضرباً مبرحاً واعتقال العديد منهم الأمر الذي دفعهم بالإضراب العام عن الغمل في الحالات الباردة والحرجة، وبعدها اعلنت حالة الطواريء في ولاية شمال كردفان وولاية كسلا ليصل عدد الولايات المفروضة عليها حالات الطواري لسبع ولايات.

التوصيات :

  • على الحكومة السودانية وقف استخدام الذخيرة الحية، والقوة المفرطة ضد المتظاهرين، وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين بشكل تعسفي، بما في ذلك الطلاب والنشطاء السياسيين فوراً.
  • على الحكومة السودانية احترام وتيسير الحق في التجمع والتظاهر السلميين، والاحتجاج بما يتماشى مع الالتزامات الدولية للسودان في مجال حقوق الإنسان.
  • على الحكومة الحكومة السودانية إجراء تحقيق مستقل، ونزيه، وشفاف ،ومحاسبة المسؤولين كافة على الانتهاكات التي اقترفت في حق المتظاهرين السلميين.
  • نحث الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالسودان، أن تكسر صمتها وتضغط  الحكومة السودانية من أجل اتخاذ تدابير بشأن حماية وضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في السودان

مرفق قائمة بالمعتقليين و الجرحى

Download (DOCX, 13KB)

Download (DOCX, 19KB)

Permanent Representatives of Member and Observer States of the UN Human Rights Council

Permanent Representatives of Member and Observer States of the UN Human Rights Council

 

Re: Civil society call on Human Rights Council to dispatch an independent international fact-finding mission to establish the facts and circumstances of alleged human rights abuses committed in Sudan

Dear Excellencies,

We, the undersigned Sudanese, African and international organisations and individuals, write to you ahead of the 40th session of the UN Human Rights Council (“the Council”), which will take place from 25 February-22 March 2019, to express our concerns and urge you to address the Sudanese government’s crackdown on peaceful demonstrators and ongoing violations of human rights. Since 13 December 2018, tens of thousands of people have protested throughout Sudan and the authorities have responded by indiscriminately firing live ammunition and tear gas into crowds of peaceful protesters killing more than 50 civilians.

 

These attacks are not taking place in a vacuum: they follow decades of violations committed during systematic and widespread attacks on civilians — amounting to crimes against humanity — both in the context of popular protest and multiple conflicts waged against populations in Sudan’s designated peripheries.[1] Sudan is one of the few countries subject to HRC special procedures regime since 1993, an International Criminal Court (ICC) situation investigation, a UN sanctions regime all-encompassing human rights and humanitarian law mandates. In light of this, preventing a further escalation of the situation is essential. As provided by Resolution 38/18[2] and highlighted by UN High Commissioner for Human Rights Michelle Bachelet, the Human Rights Council has an important role to play in contributing to the prevention of human rights violations. An early intervention on the part of the Council and of all UN human rights bodies and experts is crucial.

 

We urge the Human Rights Council to reiterate to the Government of Sudan that all Sudanese have the inherent right to life, freedom from torture and inhumane and degrading treatment, freedom of expression, association, and peaceful assembly including freedom of the media. We further urge you to call on the Government of Sudan to:

 

  • Stop the use of lethal and excessive force against peaceful protesters/demonstrators
  • Release all those arbitrarily detained by NISS and other government forces, and for those charged, ensure due process of law and a fair trial including the right to promptly access courts, to review the legality of their detention and access a lawyer of their own choosing
  • End its policies of post and pre-print censorship of newspapers
  • End all acts of harassment and intimidation of citizens including human rights defenders, peaceful demonstrators, journalists (international and national), doctors, engineers, lawyers and others who seek to exercise their rights to freedom of expression, association, and peaceful assembly

 

We call on the Human Rights Council to:

  • Dispatch urgently an independent international fact-finding mission, to be appointed by the President of the Human Rights Council, to establish the facts and circumstances of the alleged recent human rights violations committed in the Sudan, including excessive use of force and killings of peaceful demonstrators, as well as torture and ill-treatment of detainees by the Government of Sudan, with a view to ensuring full accountability for perpetrators and justice for victims; and
  • Request that the fact-finding mission present an oral update to the Council at its fourty-second session and a full report at its fourty-third session.

 

Sincerely,

Abdelmonim El Jak, Researcher 

Act for Sudan, Eric Cohen, Co-Founder, USA

African Centre for Justice and Peace Studies (ACJPS)

Al-Khatim Adlan Centre for Enlightenment and Human Development (KACE)

Cairo Institute for Human Rights Studies

Dr. Mutaal Girshab, Activist & Director, The Regional Centre for Training & Development of Civil Society

Darfur Bar Association

DefendDefenders, the East and Horn of Africa Human Rights Defenders Project

Elhag Ali Warrag, Hurriyat Editor in Chief 

Enough Project

Faith J. H. McDonnell, Director, International Religious Liberty Program & Church Alliance for a New Sudan

FIDH, International Federation for Human Rights

Hala Al-Karib, The Strategic Initiative for Women in The Horn of Africa

HUDO Centre, Bushra Gamar, Executive Director

Human Rights Watch

Horn of African Civil Society Forum

Institute on Religion and Democracy, Washington, DC

Investors Against Genocide, Susan Morgan, Co-Founder, San Francisco, CA, USA

Justice Center for Advocacy and Legal Consultation

Massachusetts Coalition to Save Darfur, William Rosenfeld, Director, Boston, MA, USA

MENA Rights Group

Najaa Ahmed, human rights advocate

National Human Rights Monitors Organisation

Never Again Coalition

Skills for Nuba Mountains

Stop Genocide Now

Sudan Democracy First Group

Sudanese Rights Group (Huqooq)

SUDO (UK)

The MagkaSama Project, France

The Platform of Sudanese Lawyers Abroad

 

Background

 

Since 13 December 2018, tens of thousands of people have protested throughout Sudan. Protests were triggered by the rising prices of basic commodities and are now calling for regime change and a transitional government that will fulfill aspirations for justice, peace, freedom and democratic transformation.

 

The Sudanese authorities, including the National Intelligence and Security Service (NISS) and the Anti-Riot Police as well as private militias in civilian clothes, have responded by indiscriminately firing live ammunition and tear gas into crowds of peaceful protesters, killing civilians. At the start of January, the number of civilians killed was reported to be 40[3] but civil society place the number now above 50. Witnesses have reported that snipers have targeted demonstrators in the head and chest. Security forces have also attacked wounded people undergoing medical treatment in hospitals[4] and private homes.[5]

 

On 9 January 2019, Sudanese authorities fired live ammunition and tear gas inside Omdurman Hospital, arrested doctors and interrupted their care of patients.[6] Tear gas was also reportedly fired in several other hospitals on 13 January.[7] In a joint statement, the Troika – comprising of the US, Britain and Norway – and Canada, stated they were “appalled by reports of deaths and serious injury” of protesters, calling on the Government of Sudan to ensure a “fully transparent and independent investigation.”[8] Sudanese officials and leaders of the ruling NCP have issued numerous statements threatening peaceful protesters. Sudan’s President Omar al Bashir has stated “the objective is not to kill protesters, but to safeguard the security and stability of citizens.”[9] However on 8 January 2019 former Vice President Ali Osman Taha, and current member of the leading bureau of the ruling NCP, warned opponents of the government that militia “brigades” would defend the regime.”[10] On 10 January the former Speaker of the Parliament Al-Fatih Izzeldeen threatened those who protest saying “we will cut their heads off.”[11] As of 25 January, the Government of Sudan had officially acknowledged 29 deaths.[12]

 

Since the start of the protests, human rights organisations have documented the detention of hundreds[13] of people including opposition politicians, students, doctors, advocates, activists and journalists, university professors.[14] The number of detained is difficult to corroborate due to access constraints. We are concerned for the physical and psycho-social well-being of those detained by NISS. Many are detained through the use of emergency laws, which permit prolonged, if not indefinite, detention through arbitrary preventative arrest. Those detainees face inhumane and degrading treatment and torture, both of which have been widely reported by our organisations, including in the context of the current protests.[15]

 

Of particular concern is the detention, torture and ill-treatment of Darfuri students. On 23 December 2018, the NISS raided a home in Sennar and detained 33 students, subsequently transferring them to incommunicado detention in Khartoum. In two other raids in Khartoum North, about 15 students were also detained. Over 50 Darfuri students have since been unconstitutionally detained.[16] The chief of NISS later held a press conference stating that the detained students were members of an armed Darfuri movement (SLA/ Abdelwahid) that had received training from Mossaad, the Israeli intelligence agency, and that they had been sent to infiltrate the protests. Videos broadcast on Sudan TV and other government affiliated television channels showed the detained students confessing to instigating the demonstrations with clear signs of beatings and fatigue.[17]

 

We are also concerned about the restrictions placed on media freedom. The Government has restricted access to social media whilst continuing to target traditional media through newspaper confiscations and intimidating and harassing journalists covering the protests. The restriction of the internet is a violation of the public’s right to receive and seek information and is in violation of Article 19 of the International Covenant on Civil and Political Rights (ICCPR). Nine journalists were briefly arrested on 27 December 2018 by the NISS outside the headquarters of the Al Tayar following their protests concerning the harassment of the media by the security services.[18] Similarly, 10 journalists were arrested and 3 journalists physically attacked by security forces on 25 December 2018.[19]

 

These incidents are regrettably typical of the kinds of attacks on civilians by the state security forces over the last decade. In September 2013, government forces used live ammunition in a systematic manner to target peaceful protesters, killing more than 170 protesters[20] and arbitrarily detaining at least 800. Many of whom were subjected to torture and ill-treatment whilst in detention.[21] To date there has been no accountability for these deaths, injuries and other serious violations carried out by Sudanese authorities against protesters. Various UN human rights mechanisms including the UN Independent Expert’s reports (2017) have called for the establishment of an independent judicial inquiry into the killings and various other human rights violations committed[22] but the Government of Sudan has not adequately responded to these calls.

 

A patchwork of legal immunities shields Sudanese government forces from criminal prosecution. Complaints against a member of the security services are curtailed by immunity legislations governing the Sudanese Armed Forces (SAF), NISS, Rapid Support Forces (RSF) and police for acts committed “in good faith” and “in the course of duty.” Immunities can only be waived by the relevant governing bodies of the Ministry of Interior, Defence or the Director of NISS. The UN Human Rights Council, the UN Security Council, the African Commission on Human and Peoples Rights (ACHPR) and the African Union have all identified serious systematic impediments to accountability—both de jure and de facto–within the current Sudanese legal and political system. The African Commission for Human and People’s Rights (ACHPR) for example has repeatedly considered this issue in a number of cases against Sudan concluding that Sudan’s legal system does not provide effective remedies for victims of human rights violations.[23] The existence of an ongoing admissible situation investigation with respect to Sudan before the ICC — including outstanding charges against government officials from the President downwards —is additionally indicative.


[1] Hundreds of thousands of civilians have been targeted by agents of the state forcing the international community through the United Nations and the African Union to intervene to protect civilians and address impunity.
[2] The contribution of the Human Rights Council to the prevention of human rights violations, A/HRC/38/L.19/Rev.1, https://www.ohchr.org/EN/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=23518&LangID=E
[3] RFI, “40 killed in Sudan protests as security forces use live rounds”, 2 January 2019
[4] BBC, “Why Sudan is shooting medics”, 18 January 2019
[5] Channel 4 News, Sudan protester under arrest in hospital after being shot, 18 January 2019
[6]   Sudan Tribune, “Sudan doctors call for international condemnation of violence against medical facilities”, 10 January 2019; Human Rights Watch, “A Bloody Day of Protest in Sudan: Violence Against Protesters and Medical Workers Must End”, 10 January 2019
[7]   Amnesty International, Sudan: Security forces continue deadly onslaught on protestors and medical personnel, 18 January 2019
[8]   U.S. Embassy in Sudan, “Statement by the Troika on the Response to Continuing Protests in Sudan”, 8 January 2019
[9]  CNN, “Sudan protests: President ‘completely satisfied’ with police despite brutality claims”, 30 December 2018.
[10]  Human Rights Watch, “A Bloody Day of Protest in Sudan: Violence Against Protesters and Medical Workers Must End”, 10 January 2019
[11]  Sudan Akhbar, 11 January 2019
[12] AlJazeera, Sudan protests spread as death toll rises to 29, 25 January 2019
[13] HRW, KACE, IRRI & ACJPS, “Sudan: Hundreds of Protesters Arrested”, 18 January 2019
[14]  ACJPS, “Sudan Update: Deaths in custody and arbitrary and incommunicado detention of peaceful protestors and obstruction of media coverage of protests”, 9 January 2019
[15] Ibid; HRW, “Sudan: Security Forces Killing, Detaining Protesters, 7 January 2019
[16] HRW, “Sudan: Security Forces Killing, Detaining Protesters, 7 January 2019
[17] Sudan Democracy First Group, “Racial profiling against students from Darfur: NISS technique to quell protests in Sudan”, 29 December 2018.
[18]  RFI, “RSF decries alarming new crackdown on Sudan’s media”, 28 December 2018.
[19] The East African, “Sudan crisis deepens as Bashir digs in to contain protests”, 5 January 2019.
[20] Human Rights Watch, “’We Stood, They Opened Fire’, Killings and Arrests by Sudan’s Security Forces during the September Protests”, 21 April 2014
[21] ACJPS, “Excessive and Deadly: The Use of Disproportionate Force, Arbitrary Detention and Torture Against Protestors in Sudan”, 3 September 2014
[22] Report of the Independent Expert on the situation of human rights in the Sudan, 27 July 2017, paragraph 34, 35
[23] See in particular ACHPR, Abdel Hadi, Ali Radi & Others v Republic of Sudan, Communication 368/10, 2013, paras. 47-49 and Osman Hummaida, Monim Elgak and Amir Suliman v Sudan, Communication 379/09, 2014, paras. 66-70.
غرفة طواريء حراك انتهاكات ديسمبر- تقرير رقم (٤)

غرفة طواريء حراك انتهاكات ديسمبر- تقرير رقم (٤)

غرفة طواريء حراك انتهاكات ديسمبر- تقرير رقم (٤)

منذ اليوم الأول لمظاهرات ديسمبر التي اجتاحت أرجاء المدن السودانية، رصدت غرفة الطواريء انتهاكات انتقائية وممنهجة ضد الطلاب المنحدرة أصولهم من دارفور، حيث داهم جهاز الأمن مسكناً لطلاب دارفور بولاية سنار، وجرى اعتقال (41) طالب تمّ ترحيلهم إلى الخرطوم.

·        28 ديسمبر هاجم جهاز الأمن والمخابرات مسكناً يقطنه طلاب دارفور بولاية الخرطوم (الدروشاب)، واعتقلت 9 منهم.

·        قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني بتعذيب المعتقلين، ليظهروا لاحقاً في أجهزة الإعلام الرسمية مقدمين اعترافات ضد أنفسهم تفيد بأنهم خلية تخريبية تم تدريبها بإسرائيل، في حين تأكدت غرفة الطواريء من مصادر موثوقة، أن الطلاب المعتقلون لم يغادروا البلاد من قبل.

·        أفاد نشطاء من المجتمع المدني، أن نهج حكومة الخرطوم يسعى إلى تقسيم المواطنين على أساس عرقي وإثني لتستمر في الحكم، لذلك استهدفت طلاب دارفور وانتزعت منهم اعترافات كاذبة بغية عزلهم وتخويفهم من المشاركة في الحراك الحالي.

·        أفاد محامون أن العدد الكلي يفوق ال(43) معتقلاً، مؤكدين أن إجبار الطلاب على الإدلاء باعترافات إعلامية تحت التعذيب غير مقبول قانونياً، وأشاروا بأن هناك عريضة جاهزة لتقديمها للمدعي العام بوزارة العدل، كما نوهوا بأن الحكومة مستمرة في هذا النهج  لأنها تفترض الجهل في الشعب، لذلك فإن من الواجب فضحهم ومخاطبة الجهات المحلية والدولية بالحقائق.

December Violations Emergency Room (VER)

Report No. 4

Since the first day of the December demonstrations in Sudanese cities, VER has monitored selective and systematic violations against students of Darfur origin. The security forces raided ahouse where Darfur students reside in Sennar province, and 41 students were arrested and deportedto Khartoum.

On December 28 National Intelligence and Security Services (NISS) attacked a house inhabited byDarfuri students in the Duroushab neighborhood of Khartoum state, and arrested 9 of them.

NISS tortured the detainees, and later paraded them on state television, confessing that they were a subversive cell trained in Israel. VER confirmed from reliable sources that the detained students had not left the country before.

Civil society activists reported that the Khartoum government’s approach seeks to divide citizens on ethnic grounds, in order to continue its rule. NISS has targeted and extracted false confessions from Darfur students in order to isolate them and intimidate them from participating in the current movement.

Lawyers reported that the total number exceeds 43 detainees, stressing that forcing students to make confessions under torture is not legally acceptable. They pointed out that there is a petition ready for submission to the Attorney General of the Ministry of Justice. They also noted that the government continues this approach because it assumes ignorance in the people , So it is necessary to expose them and address the local and international authorities with the facts.

 

 

Email: monitoring.room.sudan@gmail.com

See below for full list of detainees

 

Download (DOCX, 18KB)

 

غرفة طواريء حراك انتهاكات ديسمبر- تقرير رقم (3)

غرفة طواريء حراك انتهاكات ديسمبر- تقرير رقم (3)

غرفة طواريء حراك انتهاكات ديسمبر 

إثر دعوات من القوى السياسية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في يوم الجمعة  28  ديسمبر أطلق عليها “جمعة الشهداء” رصدت (غرفة طوارئ الانتهاكات) خروج تظاهرات في  أجزاء مختلفة من المدن السودانية عقب صلاة الجمعة. وقد خرج المئات بعدد من احياء  الخرطوم -كافوري ، ام بدة ، شمبات ،بري ،السامراب ، اركويت ، ود نوباوي ، الجريف ،المنشية ، الشجرة ، الصحافة ،الرياض ، الحاج يوسف ،الحتانة ،بيت المال ،الكلاكلة ، الصبابي ،المهندسين ،ابوروف ،الصالحة ،توتي، مايو ، امتداد ناصر وسوبا-.كما شهدت مدن بورتسودان  ،الدندر،خشم القربة ،سنار ،عطبرة ، دنقلا ،مدني وبعض قري مشروع الجزيرة، الدويم ،الأبيض ، الدلنج، القضارف وحلفا الجديدة احتجاجات مماثلة..منددة بتدهور الأوضاع المعيشية ومطالبة برحيل نظام الرئيس البشير ، وقد استخدم العنف المفرط ضد المتظاهرين . فيما رصدت غرفة الطوارئ اعتقال (37) مواطن أغلبهم في ولاية الخرطوم . 

وفي تطور لافت للأحداث،  تلقت غرفة الطوارئ تأكيدا بمقتل عبد الرحمن الصادق محمد الأمين الطالب جامعة الخرطوم كلية الآداب الذي  كان مفقوداً عقب موكب 25 ديسمبر حيث وجدت جثته بالمشرحة وعليها آثار تعذيب في منطقة الرأس وكدمات متفرقة في جسده..وقد ذكرت الشرطة أن الوفاة كانت نتيجة الغرق في النيل ، فيما رفضت ادارة المستشفى تقديم تقرير طبي لأسرته ، مما عزز الشكوك حول تعرضه للتعذيب.

 استمر جهاز الأمن في ملاحقة طلاب دارفور بطريقة انتقائية وتم اعتقال 7 منهم فجر  اليوم الجمعة بعد مداهمة لسكن الطلاب بضاحية الدروشاب بالخرطوم ، وذلك في مواصله لسلسة للاستهداف الممنهج ضد طلاب دارفور . سبق ذلك اعتقال عدد 32 طالب بجامعة سنار الذين تعرضوا للضرب والتعذيب واجبارهم  لتقديم اعترافات ضد أنفسهم .

وفي تطور نوعي رصدت غرفة الطوارئ دخول أرتال عسكرية مدججة تتبع لقوات الدعم السريع  بولاية الخرطوم حيث انتشرت في الشوارع الرئيسية . حيث تم استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على نطاق وآسع وسط الأحياء السكنية خاصة  منطقة بري بالخرطوم والجرافة بامدرمان .

نسبة لعدم تعاون السلطات في تقديم المعلومات عن المعتقلين  وأماكن تواجدهم ، قد  تكون هناك بعض الانتهاكات لم نستطيع رصدها  خلال هذا التقرير   .
الرجاء مدنا بأي معلومات عن المعتقلين والمفقودين او اي انتهاكات عبر  بريد الغرفة : Email: monitoring.room.sudan@gmail.com

 

28 ديسمبر 2018م

مرفقة قائمة باسماء المعتقلين ليوم ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨

غرفة طواريء انتهاكات ديسمبر  تقرير رقم (2)

غرفة طواريء انتهاكات ديسمبر تقرير رقم (2)

غرفة طواريء انتهاكات ديسمبر

تقرير رقم (2)

  • استمرت التظاهرات اليوم الخميس بولايتي – الخرطوم “أم درمان” وولاية النيل الأبيض (شبشة)، حيث رصدت (غرفة الطواريء) اعتقال عدد 36 شخصاً بينهم أطباء ونشطاء سياسيين وطلاب وصحفيين. كما تمّ استدعاء 20 ناشطا بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمدينة القضارف. وقام عناصر من جهاز الأمن بمداهمة منازل نشطاء بكل من ربك، كوستي والجزيرة أبا؛ وبمدينة أم درمان ( جامعه الأحفاد للبنات).
  • تعرّض نشطاء بمدينة الضعين والأبيض وأم روابة  لأحكام قضائية بموجب قانون الطورايء  قضت بالسجن لفترة تراوحت بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر على خلفية مشاركتهم في التظاهرات السلمية.
  • أعلنت شبكة الصحفيين إضراب عن العمل لمدة ثلاث أيام بدأ اليوم  على إثره تم اعتقال 7 صحفيين من أمام مقر صحيفة التيار –أُطلق سراحهم لاحقا – كما دخلت لجنتي الأطباء والصيادلة  في إضراب عن العمل .
  • لايزال قرار تعليق الدراسة ببعض الجامعات مستمراً وكذلك حالات الطواريء المفروضة على خمس ولايات سودانية.

27 ديسمبر 2018

Email: monitoring.room.sudan@gmail.com

 

Click on the images below to read the full list of names.

مرفق قائمة اسماء الطلاب المعتقلين

Al-Baqir Al-Afif Medical Treatment Fundraiser-حملة دعم علاج دكتور الباقر العفيف

Al-Baqir Al-Afif Medical Treatment Fundraiser-حملة دعم علاج دكتور الباقر العفيف

Dear Friends,

We are writing to give you an update on Dr. Albaqir al-Afif’s health situation. As many of you know, early this year, Dr. Albaqir discovered that he has Duodenal cancer. This advanced disease required him to seek immediate treatment in the United States, which has included eight doses of chemotherapy. Thankfully, Dr. Albaqir has responded well to the treatment and doctors have scheduled him for an operation to remove the tumor on 17 December 2018.

Dr. Albaqir has been in the forefront of the civil society movement in Sudan. His leadership of the Khatim Adlan Center for Enlightenment (KACE), since 2007, has been a shining example of selfless advocacy for human rights and justice in Sudan.

Dr. Albaqir operation will cost a significant amount of money. The cost of the treatment which included diagnosis, imagery, and chemotherapy has so far cost $92.000 (ninety two thousand dollars). The surgery will cost another $105,000. The total is therefore $197,000. Thankfully, Dr. Albaqir and his family have been able to raise $82,000 through personal savings and loans. However, there is a remaining balance of $115,000 that remains to be funded. We are hoping you can join us, by generously supporting this cause to help cover the remaining amount.

As manager of this campaign for the United States, I plan to withdraw the funds raised by the campaign and have them deposited into a dedicated account that I have opened in the Bank of America. The Title of this account is: Suliman A. Baldo,  // ALBAQIR ALAFIF FUND ACCOUNT and its details are below for those who prefer to make direct bank transfers.

As to how the funds will get from the campaign to the ultimate beneficiary, I plan to issue Cashier’s Checks from the bank account payable to John Hopkins Hospital and its affiliated facilities towards the payment of the estimated cost of the surgery. The hospital has invoiced Dr. Albaqir Alafif on 16 November 2018 for  $104,910.00, being the estimated professional charges for John Hopkins medical providers and technicians, and estimated facility charges.  The funds raised through this campaign will therefore be spent for the sole purpose of paying for Dr. Albaqir Alafif’s surgery and post surgery hospitalization and rehabilitation costs.

We hope that you will stand with us and Dr. Albaqir to help him make a full and speedy recovery.

Sincerely,
Suliman Ali Baldo

Bank Transfer Details:

Bank:                                         Bank of America
Account Number:             3810 5369 5327
ACH Routing Number:  021200339
Title on the Account: SULIMAN A. BALDO // ALBAQIR ALAFIF FUND

*SWIFT CODE:* 
1. *For incoming foreign wires in foreign currency: BOFAUS6S*

2. *For incoming foreign wires in US DOLARS: BOFAUS3N*

==============================
الأصدقاء والصديقات

نكتب لكم لنحيطكم علما بآخر تطورات الوضع الصحي للدكتور الباقر العفيف. وكما يعرف الكثيرون منكم فإن د. الباقر اكتشف في بداية هذا العام أنه مصاب بسرطان الاثنى عشر. واضطرته الحالة المتقدمة للمرض من بدء العلاج الفوري في الولايات المتحدة، والذي شمل ثماني جرعات من العلاج الكيميائي. ولحسن الحظ كانت استجابة د. الباقر للعلاج طيبة، وحدّد له الأطباء عملية لإزالة الورم ستُجرى يوم 17 ديسمبر 2018.

وكما تعلمون فإن د. الباقر ظل في طليعة حركة المجتمع المدني في السودان. وقيادته لمركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية منذ عام 2007 نموذج ساطع ومشرق على الالتزام بالدفاع المتجرد عن حقوق الإنسان والعدالة في السودان.

وعملية د. الباقر ستكون ذات تكلفة كبيرة. فتكلفة العلاج حتى الآن والتي شملت التشخيص والصور والعلاج الكيميائي وصلت مبلغ 92000 دولار. وفوق ذلك فإن العملية ستكلف مبلغ 105,000 دولار. وبذا يصل الإجمالي مبلغ  197,000 دولار. ولحسن الحظ استطاع د. الباقر وأسرته تغطية مبلغ 82000 دولار من مدخراتهم وبالاقتراض. وهكذا يبقي مبلغ 115,000 دولار في انتظار السداد. وأملنا كبير أن تستطيعوا الانضمام لهذه الحملة بالمساندة والتبرع السخي لتغطية ما تبقّى من نفقات.

نتمنى أن تتضامنوا معنا ومع د. الباقر ليستردّ الشفاء العاجل وموفور الصحة.

Al-Baqir Al-Afif Medical Treatment Fundraiser-حملة دعم علاج دكتور الباقر العفيف

في الجزء الثاني : دكتور الباقر العفيف يروي تجربته مع السرطان: قصة اختفاء قسري

محاورة الكيماوي
وبَدأَتْ رحلتي مع العلاج الكيمائي، ويا لها من رحلة. في مستشفى جونز هوبكنز أعطونا كمية من الكتيبات والمجلات والأوراق المختلفة تتحدث عن مرض السرطان وعن العلاج الكيماوي وآثاره الجانبية. والذي يقرأ الآثار الجانبية للكيموثيرابي وهو مقبل عليه، سيصاب بالفزع لا محالة. فالقائمة تبدأ من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين مرورا بالجهاز الهضمي وجميع الحواس: تساقط الشعر، والصداع، وانعدام الشهية للطعام، ثم الغثيان، والاستفراغ، والإسهال، وتقلصات البطن، stomach cramps، تَقَرُّح اللثة، تَغَيُّر المذاق، وتبلل الأنف، تَغَيُّر لون الجلد، وتَنَمُّل الأطراف، والفتور العام وموات الحيل  fatigue.

وبطبيعة الحال قد تجتمع كل هذه الأعراض عند البعض، وهذا قليل، أما أغلب الناس فتحدث لهم بعض هذه الآثار بدرجات متفاوتة. من قراءاتي لاحظت أن أغلب المصابين يهتمون بتساقط الشعر مع أنه أخف هذه الآثار الجانبية كونه لا يلازمه أي نوع من الآلآم الجسدية. بالطبع هناك آلام نفسية تصيب البعض، خاصة الشباب والأطفال من الجنسين. الشاهد أن تساقط الشعر هو العَرَضُ الأكثر شهرة والعلامة الأكثر ارتباطا بمرض السرطان، فكأنه هو عنوانه ودلالته الدالة عليه. لذلك فالحديث عنه كثير في تجارب المصابين. ولعل أطرف ما قرأت حول هذا الأمر هو ما سطره قلم الدكتور جمال سند السويدي، الذي سجل تجربته مع السرطان في كتاب ضخم ضَمَّنه سيرته الذاتية، بعنوان: “لا تستسلم: خلاصة تجاربي”، بعث به إليَّ مشكورا أخي العزيز محمد صادق جعفر. حكى المؤلف أنه بادر بحلاقة شعر جسمه كاملا، قبل بدء جلسات الكيماوي رافعا شعار :”بيدي لا بيد عمرو”.

وعموما أنا أرى أن العلاج الكيماوي من أكثر أنواع العلاج تخلفا. فهو مبني على نظرية شمشون الجبار : “عليَّ وعلى أعدائي”، وهو سلاح غير ذكي، شبيه بأسلحة الدمار الشامل. يقضي على الأخضر واليابس وعلى الصالح والطالح. لا يفرق بين خلية سليمة وأخرى سقيمة. والحجة وراء استخدامه أن الخلايا السرطانية لا تستطيع تجديد نفسها بينما في إمكان الخلايا السليمة أن تنهض من الرماد، مثل طائر العنقاء، وتعود لممارسة وظائفها من جديد.

إن الموت الجماعي للخلايا السرطانية وغير السرطانية، الذي يُسَبِّبه الكيماوي، ثم نهوض الخلايا غير السرطانية من جديد يجلبُ للذاكرة مشهدا من مشاهد القيامة تصفه هذه الآية القرآنية: (ونُفِخ في الصُّور فصُعِق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) (الزمر ٦٨).

ظللت أتصور أن هذا المشهد سوف يحدث داخل جسمي ثمان مرات هي عدد الجلسات المقررة لي. يدخل الكيماوي في دورتي الدموية بما يماثل النفخة الأولى، فتُصْعَق الخلايا جميعها، إلا من شاء الله، ثم يبدأ خروجه من الجسم، بما يماثل النفخة الأخرى، فإذا بالخلايا السليمة “قيام ينظرون”. كان لابد لي من أن أفلسف to philosophize  ما أنا مقدم عليه كنوع من الاستعداد النفسي لملاقاته.

جاءت لحظة الحقيقة. كان موعدنا الساعة الثامنة إلا ربعا صباحا. بعد رحلة استغرقت حوالي عشرين دقيقة من البيت أوقف أخي أمير العربة أمام مدخل مركز السرطان بمدينة مِلفورد Milford. وأول ما لفت نظري هو ضخامة اللافتة. لافتة من ثلاث كلمات فقط The Cancer Center ولكن حروفها عملاقة مصنوعة من حديد ومركبة على الجدران. لافتة تهيمن على المبنى كله كأن الغرض منها أن تصيب الداخل بالصدمة والرعب  shock and awe.

دخلت على المبنى بمشاعر مشوشة يختلط فيها الإقدام بالتردد، والتحدي بالخوف، والتفاؤل بالتشاؤم، بيد أن ما يقود خطوي للأمام هو ما يحدوني من أمل ورجاء في الله. فنحن في أحلك الظروف نتشبث بالأمل حتى ولو كان غامضا وبعيدا. وأهلنا يقولون: “الغرقان يتلافى زبد البحر”، مما يعني أن شيئا عديم الفائدة مثل زبد البحر يمكن أن يمثل بارقة أمل في لحظة ما لغريق ما. فالأمل هو رَوْحُ الله الوارد في الآية: (يا بَنّيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من رَوْحِ الله إنه لا ييأس من رَوْحِ الله إلا القوم الكافرون). وكذلك يقول: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). كل هذا يدعم بعث الأمل في النفوس حتى لو كنا لا نرى ضوءً في نهاية النفق. وكما يقولون “لولا الأمل لسقطنا على الأرض ومتنا”. وفي معنى قريب من هذا يقول الخواجاتEvery cloud has a silver lining أو “لكل سحابة بطانة فضية”. ويعني أن في كل حدث محزن هناك ما يبعث الأمل حتى ولو لم يكن مبعث الأمل واضحا من الوهلة الأولى. وهو قريب من المعنى الذي رمى إليه المجذوب، حين قال في قصيدته الشهيرة ليلة المولد:

أيكون الخير في الشر انطوى؟
والقُوَى خرجت من ذرة هي حبلى بالعدم
أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسَلَمْ؟
ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
سوف ترعاه الأمم
وتعود الأرض حبا وابتساما؟

في الاستقبال راجعوا معلوماتي الشخصية للتأكد من أنني هو الشخص المعني: الاسم وتاريخ الميلاد وعنوان السكن. ثم طلبوا مني التوقيع على وثيقتين، الأولى موافقتي على العلاج الكيماوي، والثانية التزامي الشخصي بدفع التكاليف المالية، كوني لا أملك تأمينا صحيا. بعد ذلك ربطوا لي بطاقة في معصمي وطلبوا مني الجلوس لحين استدعائي. بعد لحظات جاءت ممرضة وندهت اسمي بطريقتها الخاصة، (آاال بَكييير)، فنهضت لملاقاتها. حيَّتني وتساءلت إذا ما كان نطقها لاسمي صحيحا. قلت لها ضاحكا: “اجتهاد لا بأس به”. بدأت بأخذ الوزن. وكنت فقدتُ حوالي اثني عشرة كيلوجرامات ما بين أبريل ويوليو. ثم دلفنا إلى داخل قاعة كبيرة بها كراسي من النوع الذي يتحول إلى سرير للنوم. وهناك حوالي سبعة أو ثمانية مرضي يتلقون العلاج الكيماوي. يجلسون مطرقين وقرب كل واحد منهم حامل عليه أكياس الكيماوي، تصورتُها مثل البُوم يخيم فوق رؤوسهم.

هززتُ رأسي لهم محيِّيا، ثم أخترتُ الكرسي الذي يواجه نافذة زجاجية كبيرة تطل على الشارع، وبالقرب من النافذة أشجار ضخمة تلعب فيها السناجب squirrels. جاءت ممرضة وأخذت عينات من دمي وأرسلتها للمعمل، وشرحتْ لي لماذا يأخذون عينات الدم قبل بداية جلسة الكيموثيرابي، وأنها ستستلم النتائج بعد ساعة. كان يصحبني أمير كما ذكرت، وظللنا نتحدث في شتى الموضوعات إلى أن رجعت الممرضة تدفع أمامها حامل أو عجلة كبيرة عليها كمبيوتر . أوضحت لي أن قراءة الهيموجلوبين عبارة عن 10,5 (عشرة فاصل خمسة) وهو عموما أقل من المتوسط ولكنه كاف لتلقي هذه الجرعة. ثم بدأت في حقني مجموعة من الأدوية المضادة للغثيان والإسهال، وكذلك حقنة ستيرويد steroids لتعطيني طاقة تعينني على الإرهاق الذي يسببه الكيماوي.

وفي تمام العاشرة صباحا بدأتُ تناول أولى الجرعات وهي مكونة من ثلاثة أكياس (دِرِبَّات)، يسمونها مجتمعة  Folfirinox Regime، الأول اسمه Oxaliplatin يستغرق ساعتين، والثاني اسمه Irinotican ينتهي بعد ساعة ونصف. أما الأخير فهو الأصغر والأخطر اسمه 5Fu ، وهو موبايل يوصلونه لي ويضعونه في شنطة صغيره، في حجم شنطة اليد التي تستخدمها السيدات، ويدرعونه لي في كتفي وأذهب به للبيت ويبقى معي ليومين كاملين، أنوم به وأقوم به. بعد انقضاء اليومين أعود للمستشفى لكي يفصلونه مني  to disconnect it.وسأعود للحديث عن هذا الأخير في موقع آخر من هذا المقال، عند حديثي عن الآثار الجانبية التي حدثت لي.

المهم قضينا الساعات الأولى من الجرعة الأولى نتبادل الحديث أمير وأنا في شتى الموضوعات السياسية والثقافية. وأحيانا نقرأ رسائل الواتساب لفترة ريثما نعود للحديث من جديد. ثم جاءتنا مكالمة تلفونية من الأهل في السودان، تحدثتُ مع أخَوَاتي وطمأنتهن بأني بدأت الجرعات وأن الأمور تسير بصورة جيدة. ثم قلن لي “تحدث مع الوالدة”. خاطبتُها بصوت ملؤه الفرح مستخدما عبارتي الأثيرة عندما أناديها: “وييين يا حاجة آمنة اتصبري. كيفك؟”. فجاءني صوتها الواهن: “أهلا يا باقر .. مشتاقة ليك شدييييد. إنت ليه بقيت ما بتجيني زي زمان”.

حاولت أن أتماسك وأجيبها ولكن خنقتني الْعَبْرَة، فصمتُّ قليلا حتى تزول وأواصل الحديث معها، ولكن أمي استبطأت إجابتي وظلت تردد: “مشتاقة ليك يا باقر .. مشتاقة ليك .. مالك بقيت ما بتجيني؟”. في تلك اللحظة انتابتني موجة من البكاء لا أذكر قط أن بكيت مثلها في الثلاثين سنة الماضية، وكان ظني بنفسي أنني امرؤ “عصيُّ الدمع”، وأن من “شِيمتي الصبرُ”. ولكن في تلك اللحظة هَجَمَتْ عليَّ صور كثيرة، آخرها هجمة رجال الأمن على بيوت شقيقيَّ خلف الله وحيدر وعلى بيتي وبيت الوالدة، واستيلاءهم على أموال الأسرة برمتها، وإصرارهم على تفتيش غرفة الوالدة في الثانية صباحا، رغم إخطارهم أنها مريضة ومُقْعَدة.

لك الله يا أمي. أنت لا تدرين أن الحياة أدبرت عن السودان، وحَلَّ محلَّها الآلام والأحزان، مع “فتنٌ كقطع الليل المظلم” منذ أن ملك زمامه أبالسة العصر الذين “يأكلون بيوت الأرامل ولِعِلَّةٍ يُطيلُون الصلاة”، ويصنعون زبيبة على الجباه. وأننا صرنا إلى حال من التردي ما بكينا من يوم إلا وبكينا عليه في اليوم التالي. لدرجة يبدو معها “العسكري الفرَّاق”، الذي حال بين شاعر الشعب وقلب امه “الساساق”، أكثر رحمة من هؤلاء. ويكفي القول بأن “العسكري الفرَّاق” لم يكن يتقرب إلى الله بدق المسامير على رؤوس المعتقلين.

أردتُ أن أخبر أمي كم أنا مشتاق إليها، وكم أفتقدها. وأردتُ أن أطمئنها بإنني سوف أعود إليها قريبا بإذن الواحد الأحد، وسوف أقص لها أظافرها كما كنتُ أفعل حين كان بمقدوري زيارتها. أمي ما كانت تدع أحدا يقص لها أظافرها غيري وصِهْرَيَّ د. ربيع، وأمير. تقول نحن نفعل ذلك بصورة “هينة ولينة ما بتحرقها”. وإني أبتهل إلى الله أن يحفظ حياتي وحياتها وأن يَمُنَّ علينا بلقاء، وما ذلك عليه بعزيز. أعدت التلفون لأمير بينما أمي ما زالت على الخط يجيئني صوتها من بعيد. لا أدري حتى هذه اللحظة ماذا قال لها أمير، ولكني بعد أن غسلتُ صدري شعرتُ ببعض الراحة.

في الثانية والنصف بعد الظهر خلَّصْتُ الكيسين الأوَّلَيْن. ومرَّا بسلام إلا من بعض الغثيان. ثم ربطوا لي الكيس الصغير الخطير. هذا يستغرق ثمان وأربعين ساعة حتى يُفْرِغَ سمومَه في جسمي، يُطْلِقُ خمسة مليجرامات فقط في كل ساعة، ولكن عندما يطلقها يَهْتَزُّ جسمي كلُّه، وتُسْتَنْفَرُ جميع حواسي، وأحسُّ كأن أبخرة تخرج من أنفي وأُذُنَيَّ وعَيْنَيّ، كما أشعر بإفرازات مقيتة داخل فمي. وهذا كله كوم وتقلصات المعدة كوم آخر. وهذه الأخيرة تنشط في الأمسيات وتمنعني النوم.

أذكر في مكالمة مع أخي د. مالك بشير مالك، وهو دائم الاتصال والزيارة، طلب مني أن أصف له هذه التقلصات، فقلت له: “بتتذكر أُمَّاتنا وهن يغسلن الهدوم في الطشت؟ بس بحس كأنه في زول خاتي مصاريني في طشت وبِدْعَكْ فيهن”. فصرخ قائلا: “لا إله إلا الله. لا خلاص كفى. الله يعينك”. وبالرغم من ذلك اعتبرتني طبيبة الأورام محظوظا لأن هذه الآثار، حسب رأيها، جاءتني في حدها الأدنى.

نواصل

 

*******دكتور الباقر العفيف هو المدير التنفيذي لمركز الخاتم عدلان للاستنارة

 

Al-Baqir Al-Afif Medical Treatment Fundraiser-حملة دعم علاج دكتور الباقر العفيف

في الجزء الاول: دكتور الباقر العفيف يروي تجربته مع السرطان: قصة اختفاء قسري

إلى إخوتي وأخواتي،
أسرتي الممتدة في فرعيها الشارباب والقريشاب،
أصدقائي وصديقاتي الممتدين في جميع القارات والمنتمين إلى كافة الانتماءات،
زملائي وزميلاتي في العمل العام عموما، وفي المجتمع المدني على وجه الخصوص،
جميع معارفي من الجنسين،
وإلى كل من يحمل في قلبه خاطرة طيبة عني.

أحييكم فردا فردا وأعزّكم جميعا.

غبتُ عن الفضاء العام منذ يونيو المنصرم.
تواريتُ عن الأنظار، وخَفَتَ صوتي.
لكنه لم يكن غيابا اختياريا، وإنما كان اختفاء قسريا.
لم يُغَيِّبَني عنكم جهاز الأمن، وإن غَيَّبَني عن تراب وطن أحبه، وشعب طيب الأعراق يسكن سويداء قلبي.

الذي غَيَّبَني عنكم “الشديد القوي”، كما يٌعَبِّر أهلنا.

هو المرض، ذلك السهم الطائش، الذي يخبط خبط عشواء، لا يميز الطيب من الخبيث، ولا النافع من الضار، ولا الظالم من المظلوم، ولا الغني من الفقير، ولا الكبير من الصغير، ولا رجل من امرأة.

وأي الأمراض؟
إنه السرطان وقَّاكم الله منه وأبعده عنكم وعن وجه البسيطة كلها. ذلك الاسم المرعب، الذي يعتبر من أوسع الأبواب المُفْضِية إلى الدار الآخرة، والذي يتحاشى ذكره أهلنا الطيبين.

فبعد رحلة طويلة من محاولات البحث عن أجوبة لبعض الأعراض التي كنت أشعر بها، بدأتها في كمبالا وواصلتها في لندن وأكملتها في أمريكا. وبعد سلسلة من الفحوصات المكثفة خاصة في شهري يونيو ويوليو هذا العام تأكد لي أنه سرطان الاثني عشر Duodenal Cancer.

بدأت أشعر بألآم خفيفة في البطن، منذ أغسطس ٢٠١٧، من نوع تلكم الألآم التي تٌغري بالتجاهل. وهي آلامٌ، فوق كونها خفيفة، عابرة غير مقيمة، تأتيك من غور عميق مثل نداء بعيد. وبالرغم عن طبيعتها تلك، إلا أنني لم أتجاهلها، بل شرعتُ على الفور في زيارة الأطباء، بحثا عن أجوبة.

فطبيعة الألم جديدة عليَّ كل الجدة. لا تشبه أي من أعراض أمراض البطن التي عانيت منها في الماضي، أو تلك التي ظللت أعاني منها حتى تلكم اللحظة. كانت الأعراض عبارة عن طعنة خفيفة عابرة ولكنها مثابرة، بمعنى أنها تأتي كل يوم. وفيما بعد أصبحت مصحوبة بآلام خفيفة في أعلى الظهر.

عندما لم أجد إجابة في كمبالا، سافرتُ لمقابلة الأطباء في لندن في أكتوبر ٢٠١٧. ولكن قبل أن أكتشف مرضي، اكتشفت الانهيار الذي أصاب الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا The National Health Services (NHS).

ذلك النظام العظيم الذي أنشأه حزب العمل البريطاني Labour Party في العام ١٩٤٨، على أسس المدرسة الفاابية في الاشتراكية Fabian School of Democratic Socialism ، والذي يضمن توفير الخدمات الصحية مجانا للجميع. وهي جزء من دولة الرفاه الاجتماعي الطموح التي أسسها الحزب ابتداء من ذلك العام، والتي توفر بالإضافة على الخدمات الصحية المجانية، التعليم العام المجاني، والسكن المدعوم، والحد الأدنى من الدخل الذي يحفظ الكرامة البشرية للعاطلين عن العمل وأصحاب الاحتياجات الخاصة وطالبي اللجوء.

هذا النظام، أي نظام دولة الرفاه الاجتماعي، يرفضه حزب المحافظين الذي ظل على الدوام ينظر إليه كالشوكة في خاصرته، وشرع في تفكيكه عن طريق القوانين كلما فاز في الانتخابات وسيطر على الحكومة منفردا. وقد تسارعت خطاهم في تفكيكه منذ عهد تاتشر في نهاية السبعينات، تلك المرأة الحديدية التي كانت تكره بنات جنسها، والتي خلت تشكيلة وزاتها الأولى ١٩٧٩ من جنس امرأة، فكان مجلس وزرائها رجاليا بحتا. وقد اشتهرت إلى جانب ذلك بتصريحها الذي أثار عليها الرأي العام حيث قالت: “لا يوجد شيء اسمه المجتمع. وإنما هناك أفراد من رجال ونساء وهناك أُسَرً”.

“And, you know, there’s no such thing as society. There are individual men and women and there are families”.

هؤلاء المحافظين، وخصوصا الدُّغمائيين المتشدِّدين بينهم، مثل السيدة تاتشر، أكثر الأحزاب شبها بالأخوان المسلمين، فالقاسم المشترك بينهم هو انعدام الفكر الاجتماعي، وضعف الإحساس بالفئات الضعيفة في المجتمع.

وقد أثمرت جهودهم الهدامة ثمرتها المرة المتمثلة في تقليص الميزانيات للمستشفيات والمراكز الصحية فأصبح الناس ينتظرون في الصفوف الأشهر الطوال قبل أن يحظوا بمقابلة الطبيب المتخصص. وربما ساءت أحوال بعض المرضى، وربما مات بعضهم، بينما هم ينتظرون دورهم. كما تقلص الوقت الذي يُتِحْهُ لك الطبيب العمومي the general practitioner (GP) أثناء المقابلة. وأصبح من العسير أن يحولك للطبيب الأخصائي، ذلك لأن عينه دائما على الميزانية وكيف يستطيع أن “يُحَوِّقْها” لنهاية العام، مما ينعكس سلباً على الاهتمام بالمرضى.

وأنا شخصيا أعتبرُ أن الفشل في اكتشاف الورم مبكرا إنما كان نتيجة مباشرة لهذا التجريف المستمر لهذا الصرح العظيم. ويكفي القول بأنه قد مرّت تسعة أشهر بين مقابلتي الأولى للطبيب في شهر أكتوبر ٢٠١٧ وبين اكتشاف الورم في منتصف يوليو ٢٠١٨ الماضي، أي إبان العهد الذهبي للخدمات الصحية الوطنية NHS ،كان يمكن أن تكتمل الفحوصات في أسبوع واحد أو أسبوعين.

في فبراير من هذا العام خضعتُ لعملية منظار وصور الموجات الصوتية. اظهر المنظار أنني مصاب بالتهاب بكتيري في المعدة اسمه H-Pylori ولسوء الحظ أن أعراضه شديدة الشبه بأعراض سرطان البنكرياس والاثني عشر. وهي عبارة عن آلام في البطن تجئ في شكل طعنات stabbing وآلام في أعلى الظهر محولة referred من داخل المعدة. وهذا يعني أن آلام الظهر ليست آلام بالأصالة، أي أن مصدرها ليس هو الظهر ذاته، وإنما هي آلام بالحوالة، أي أرسلت إليه من منطقة ملتهبة داخل المعدة يضعف أو ينعدم فيها العصب الحسي. أما صورة الالترا ساوند فلم تظهر شيئا.

استخدمتُ المضادات الحيوية لأسبوعين وقضت على الالتهاب البكتيري كما أثبتت الفحوصات اللاحقة، بيد أن الألآم لم تنته. عاودتُ الطبيب الأخصائي بلندن في أبريل فأمر بصورة الموجات فوق الصوتية (ألترا ساوند) مرة ثانية. أعتقد أنه استبعد السرطان في المرة الأولى عندما رأى بكتيريا جرثومة المعدة ولم ير شيئا مريبا في صورة الالترا ساوند. وهنا يكمن الفرق بين المدرسة الأمريكية في التشخيص والمدرسة البريطانية.

هنا في أمريكا يضعون جميع الاحتمالات تحت الفحص حتى لو كانت بنسب صغيرة، ثم يبدأون في فحصها وإزالتها من القائمة إلى أن يعثروا على المرض. أما في بريطانيا فتجربتي تشير إلى غير ذلك. لأنهم عندما عثروا على بكتريا المعدة استبعدوا أي احتمال آخر، وكان هذا خطأ كبير.

انتظرتُ دوري حوالي شهرين لأخذ الصورة، أي في منتصف يونيو. هذه الصورة أظهَرَتْ ورما كبيرا يجلس على رأس البنكرياس. وبالرغم عن ذلك طلب الطبيب الاخصائي رؤيتي في الرابع من يوليو لكيما يحولني لطبيب الأورام. وهذا يعني أن أنتظر حوالي العشرين يوما لمقابلة الأخصائي الذي سيحولني لطبيب الأورام لأقابله على أقل تقدير بعد أسبوعين آخرين. والأطباء يعلمون ماذا يعني انتظار شهر وزيادة، إذا صح أنه ورم خبيث في البنكرياس. فمعلوم أن هذا أحد أسوأ أنواع السرطان، ومن اكثرها شراسة في مهاجمة وغزو الاعضاء الأخرى خاصة الكبد والأوعية الدموية. وهو ذات السرطان الذي أدى لرحيل أخي وصديقي الخاتم عدلان.

كانت عندي رحلة عمل للولايات المتحدة مبرمجة مسبقا، بعد أسبوع واحد فقط من ذلك التاريخ، أي في الثاني والعشرين من يونيو. ومع وصولي مطار واشنطن دي سي اشار علي أخي وصهري أمير، زوج شقيقتي عفاف، أن نذهب من المطار مباشرة لقسم الطواري في مستشفى بي هيلث Bay Health بمدينة ميلفورد Milford بولاية ديلاوير Delaware حيث تقيم الأسرة.

هناك أُجْرِيَتْ لي صور الأشعة المقطعية أو الـ CT Scan وفحص الدم. أظهرت الصورة ورما في رأس البنكرياس، أي تطابقت مع نتائج صورة الأشعة فوق المقطعية التي أجريتها في لندن. بعدها أٌخِذَتْ عينة من الورم للفحص المعملي (biopsy) لمعرفة ما إذا كان الورم حميدا أم خبيثا. وكانت النتيجة أنه ورم خبيث.

بعد ذلك قابلت طبيبة الأورام التي زَفَّتْ لي أسوأ خبر سمعته في حياتي. قالت لي: “إنه سرطان البنكرياس، وهو في المرحلة الثالثة أو الرابعة، مما يعني أن أيامك في الدنيا صارت قليلة، بين ستة أشهر في حدها الأدنى وعام واحد في حدها الأعلى”.

قلت لها: “هل أنت متأكدة مما تقولين؟” فأجابت بالإيجاب.

قلت لها: “سألتمس وجهة نظر أخرى”، فقالت لي: “نعم من الضروري أن تلتمس وجهة نظر أخرى”

مرَّ عَلَيَّ اسبوع كامل قبل موعدي مع مستشفى جونز هوبكنز Johns Hopkins الشهير، الذي سعيتُ له لالتماس وجهة النظر الأخرى. خلال هذا الأسبوع الطويل، مررت، بما يسمونه life-changing experience، أي تجربة عميقة من نوع التجارب التي تغير حياة البشر. سأعود بالتفصيل لهذه التجربة الغنية التي أحب أن أشرككم فيها بكل شفافية، عسى أن ينتفع بها من ينتفع مِن بَيْن من يَتَيَسَّرُ له الاطلاع عليها.

المهم ذهبت في الموعد المضروب مع المستشفى حيث أجريتُ صورة بالأشعة المقطعية وتحليل الدم ثم قابلنا فريقا طبيا مكونا من ثلاثة أطباء: إخصائي الأورام oncologist ، والجرَّاح surgeon ، واخصائي الأشعة Radiology oncologist.

واول شيء قالوه لي: “نحن لا نعتقد أن ورمك في البنكرياس، It’s not Pancreatic Tumor بل هو في الاثني عشر Duodenal Cancer، بيد أن الورم شق طريقه بين الأعضاء المجاورة ليجلس على رأس البنكرياس. وقد جاء الخلط نسبة لتجاور الاثني عشر والبنكرياس.

ثم أردفوا: “وهذا خبر جيد بالنسبة لك، لأنه أقل خطرا من سرطان البنكرياس.

قلت لهم: “هل هذ الرأي بالإجماع، أم أن لبعضكم رأي آخر”.

أجابوا أنهم مجمعين على هذا الرأي.

سألتهم بأي نسبة هم متأكدون من هذا الرأي، أجابوا أنهم متأكدون بنسبة ٩٠٪.

سألتهم: “كيف أصبتم حيث أخطأ زملاؤكم في مستشفى بي هيلث؟”

أجابوا بالقول: “لأن المكنات التي نستخدمها للأشعة المقطعية هي الأحدث في أمريكا state of the art لذلك فصورها أوضح. كذلك أخذنا في الاعتبار الأعراض التي تنطبق على المصابين بسرطان البنكرياس في الدرجة الثالثة والرابعة وهي لا تنطبق عليك”.

سألتهم عن المرحلة التي عليها سرطان الاثني عشر الذي شخصوه للتو، فأجابوا أنها المرحلة الثالثة.

أروني الصور وشرحوا لي شرحا مفصلا سأعود إليه فيما بعد،

وقال لي الجراح: “سنوصي لك بثمان جرعات من الكيموثيرابي (الأقوى بين ثلاثة أنواع)، كل ما نريده هو أن نوقف نمو الورم”.

ثم أردف مداعباً: “إذن مسؤوليتك أنت هي إيقاف نمو الورم، أما أنا فسأتكفل بالباقي”

قلت له – بيني وبين نفسي -:

“والله من ورائه، أي الورم، محيط”.

**********دكتور الباقر العفيف هو المدير التنفيذي لمركز الخاتم عدلان للاستنارة